GuidePedia
لا يظل شخص في الفقر بسبب سلب الفرصة منه, لأن الآخرون قد احتكروا الثروة, ووضعوا سياج حولها. فربما تتوقف عن الانخراط فى العمل في خطوط معينة, لكن هناك قنوات أخري مفتوحة أمامك. فمن المحتمل أن يكون من الصعب بالنسبة لك أن تتحكم في أي نظام من أنظمة السكك الحديدية العظيمة, فهذا النظام محتكر بوضوح. 
لكن أعمال السكك الكهربائية مازالت فى بدايتها, ويتيح مجالا واسعا للشركات, وسوف يحدث ذلك ولكن بعد مرور سنوات قليلة جدا حينما يصبح المرور ووسائل المواصلات عبر الجو صناعة عظيمة, وسوف تقدم بكل فروعها للناس مئات الآلاف من الوظائف وربما الملايين. لماذا لا تحول انتباهك إلي تطوير وسائل النقل الجوية, بدلا من التنافس مع الآخرون على فرصة فى عالم السكك البخارية؟
من الصحيح تماما أنه إذا كنت عامل فى مصنع حديد, سوف تكون فرصتك ضعيفة جدا في أن تصبح صاحب المصنع الذي تعمل فيه, ولكن من الصحيح ايضا أنك إذا شرعت في التعامل بطريقة معينة, تستطيع سريعا أن تترك العمل في مصنع الحديد, وتشترى مزرعة من عشرة إلي اربعين فدان, وتبدأ العمل كمنتج للسلع الغذائية.سوف يكون هناك فرصة عظيمة فى ذلك الوقت للرجال الذين يعيشون علي مساحات صغيرة من الارض ويزرعون بنفس الكثافة, مثل أولئك الناس سوف يصبحون اثرياء. يمكن أن تقول أنه مستحيل بالنسبة لك الحصول علي الأرض, ولكن سوف ابرهن لك أن هذا ليس مستحيلا, وأنك بالـتأكيد يمكنك الحصول علي المزرعة إذا كنت سوف تذهب للعمل بنفس الطريقة.
في خلال فترات مختلفة, فإن مدة الفرصة تحدد باتجاهات مختلفة, طبقا لإحتياجات الجميع, وللمرحلة المعينة من التطور الاجتماعي التي تم بلوغها. في الوقت الحاضر فى امريكا, فأنه يتم تعيينها طبقا للزراعة والصناعات والمهن المرتبطة بها. اليوم, فإن الفرصة متاحة لعامل المصنع قبل أن يبدأ عمله. ومتاحة أولا لرجل الاعمال الذى يدعم المزارع قبل أن تكون متاحة لذلك الذي يدعم عامل المصنع, وللرجل المهني الذى ينتظر الفلاح أكثر من ذلك الذي يخدم الطبقة العاملة.
هناك العديد من الفرص للرجل الذي يسير مع التيار, بدلاً من محاولة السباحة ضد التيار .
لذلك فإن عمال المصنع, كأفراد أو كطبقة, غير محرومين من الفرصة. العمال لا يكبحون من قبل رؤسائهم, ولا يتم الايقاع بهم من قبل السلطات و تجمعات رأس المال. كطبقة, فهم في مكانهم لأنهم لا يقومون بالأشياء بطريقة معينة. أذا فعل عمال أمريكا هذا, سوف يستطيعون القيام بمثل ما قاموا به أشقائهم في بلجيكا والدول الاخري, حيث يقوموا بإنشاء متاجر كبيرة وصناعات تعاونية, وينتخبون بعضهم للإدارة, ويمررون القوانين لصالح تلك الصناعات التعاونية, وفي غضون سنوات قليلة سوف يستطيعون امتلاك سِلمي في مجال الصناعة.
يمكن للطبقة العاملة أن تصبح الطبقة العليا عندما يبدأون بالقيام بالأشياء بطريقة معينة, قانون الثروة هو نفسه بالنسبة لغيرهم. وهكذا لابد أن يتعلموا, وسوف يبقون حيث هم طالما استمروا بالقيام بما يفعلوه. علي الرغم من ذلك فإن العامل الفردي لا يُحد من قبل الجهل والخمول العقلي لطبقته, حيث يمكنه مجاراة تيار الفرصة للثروات, وسوف يخبره هذا الكتاب كيف يفعل ذلك.
لا يظل احد ما في الفقر بسبب قصر المعروض من الثروات, فهناك الكثير الكافي منها للجميع. فقصر بحجم ذلك الذي في العاصمة واشنطن يمكن أن يُبنى لكل عائلة على وجة الأرض من مواد البناء الموجودة فى الولايات المتحدة وحدها, وتحت زراعة مكثفة, سوف تنتج هذة الدولة الصوف والقطن والكتان والحرير الكافي لكساء كل شخص في العالم أفضل مما كان يلبس سليمان في كل مجده, وطعام كافي ليطعمهم بترف.
أن المورد المرئي لا ينضب عملياً, والمورد الغير مرئي لا ينضب حقا.
كل شئ تراه علي الارض مصنوع من مادة اصليه واحدة, والتى انبثق منها جميع الأشياء.
تصنع أشكال جديدة بأستمرار , وتتلاشي الأشكال القديمة , ولكن كل تلك الاشياء كائنة من شئ واحد.
لا يوجد حد لمورد المواد الخام  التي لم يتم تشكيلها أو المواد الأصلية. فقد صنع الكون منها, ولكن لم تستخدم جميعا فى صناعة الكون. فالمسافات التى توجد داخل وعبر وبين مواد العالم المرئي تتغلغل وتمتلئ بالمادة الاصلية, وبالمواد الخام. فإن ما حدث قد يظل يحدث عشرة الآف مرة, وحينها لا ينبغي أن نكون قد استنفذنا مورد المواد الخام في الكون.
ولهذا فلا يوجد انسان فقير بسبب فقر الطبيعة, أو بسبب عدم وجود مكان كافي للذهاب اليه.
الطبيعة مخزن لا ينبض من الثروات, والموارد لن تنفذ ابداً. فالمادة الاصلية حية بالطاقة الفعالة, وتنتج بإستمرار أشكال جديدة. فعندما ينفذ مورد من مواد البناء, فالكثير سوف يتم انتاجه, وعندما تنفذ التربة لن يكون هناك زراعة للمواد الغذائية أو لمواد الملابس, فمن الطبيعي أن تتجدد أو يصنع منها المزيد. وعندما نستخرج كل الذهب والفضة من الارض, إذا ظل الانسان في هذة المرحلة من التنمية الاجتماعية التى تجعله محتاج للذهب والفضة, فسوف ينتج الكثير من المواد الخام التي لم يتم تشكيلها. حيث تستجيب المواد الخام لإحتياجات الانسان, ولن تدعه بدون اشياء جيدة.
هذة هي حقيقة جماعية الإنسان, الجنسي البشري ككل هو غني تماماً, وإذا كان الافراد فقراء, فهذا بسبب أنهم لا يتبعون الطرقة المعينة للقيام بالأشياء التى تجعل من الانسان الفردى شخصا ثرياً.
فالمواد الخام ذكية, فهى مواد تفكر. وتنبض بالحياة, وتندفع دائما نحو الحياة بشكل أكبر.
إنها الطبيعة والدافع الاصيل للحياة التى تسعى لأن تحيا أكثر, إنها طبيعة الذكاء في يسعي الى توسيع نفسه, وطبيعة الادراك التي تسعى لتوسيع حدوده وإيجاد التعبير التام. مواد الكون صنعت من مادة خام حية, جاعلة من نفسها شكل لة القدرة على التعبير عن ذاته بطريقة أكثر.
إن الكون هو وجود حي عظيم, يتجه دائما بطبيعته لحياة أكثر ولأداء أمثل.
فالطبيعة تم تشكيلها لتنمية الحياة, ودافعها الحتمي هو تنميتها. ولهذا السبب, فإن كل شئ يمكنه أن  يساعد على تقدم الحياة فهو متوفر بغزارة, لا يمكن أن يكون هناك نقص إذا لم يناقض الله نفسه ويتخلى عن أعماله الخاصة.
فأنت لا تكون فقيرا بسبب نقص مورد الثروات, هذه حقيقة سوف اشرحها بعد قليل في أن موارد المادة الخام في متناول الرجل أو المرأة الذي سوف يتعامل ويفكر بطرقة معينة.
طالع باقي أجزاء ترجمة كتاب علم الثراء ..
الجزء الثاني: حقيقة وجود علم الثراء

إرسال تعليق

 
Top