GuidePedia
بغض النظر عن كل ما يمكن أن يقال فى مدح الفقر، تبقى حقيقة قائمة ألا وهى أنه لا يمكن لشخص أن يعيش حياة كاملة وناجحة حقا أذا لم يكن هذا الشخص غنيا . لا يستطيع انسان أن يرتفع إلي اقصي ارتفاع ممكن ان يصل له أو تنمية للروح بدون أن يكون لديه الكثير من المال، أو لكى تنفتح الروح ولكى تُنمى الموهبة لابد أن يكون لديه الكثير من ألاشياء ليستخدمها, ولا يستطيع الشخص أن يمتلك تلك الاشياء بدون إمتلاك المال الذى يستخدمه كى يشتريها .
يتطور الانسان عقليا وروحيا وجسديا عن طريق استخدام الاشياء. والمجتمع منظم جدا حيث لابد للأنسان أن يمتلك المال كي يكون سيد الأشياء، ولهذا يجب أن يكون اساس كل تقدم للإنسان هو علم الثراء.
وهدف البشرية كلها هو التنمية، وكل كائن حي لدي حق لا يمكن مصادرته فى التطور القابل للتحقيق .
حق الانسان فى الحياة يعني حقه في أن يمتلك الحرية والإستخدام غير المشروط  للأشياء التي يمكن أن تكون ضرورية لإنفتاحه عقليا وروحيا وجسديا، أو بكلمات أخرى, حقه في أن يكون ثرياً.
فى هذا الكتاب، لن أتكلم عن الثروات بطريقة رمزية, كي تكون غنيا حقا لا يعنى أن تكون راضيا بالقليل. من المفترض ألا يكون انسان راضيا بالقليل اذا كان قادرا على الاستخدام والاستمتاع اكثر. الغرض من الطبيعة هو التنمية والانفتاح للحياة، ويجب على كل انسان أن يمتلك كل ما يقود لقوة وأناقة وجمال و ثراء الحياة، ومن الخطأ أن تكون راض بالقليل .
الانسان الذى يملك كل ما يريده للعيش في الحياة قادرا أن يعيش ثريا، والانسان الذي لا يملك الكثير من المال لا يستطيع الحصول على كل ما يريده . لقد تطورت الحياة مؤخراً، واصبحت معقدة جداً، لدرجة أن الرجال والنساء العاديين يحتاجون لكمية كبيرة من الثروة لكي يستطيعوا الحياة بطريقه تقترب للكمال. كل شخص بطريقة طبيعية يريد أن يصبح قادرا علي فعل كل شئ، هذه الرغبة فى إدراك الإمكانيات الفطرية هي رغبة متأصلة فى الطبيعة البشرية, لا يمكننا أن نتوقف عن الرغبة في أن نكون ما نسطيع أن نكون عليه. النجاح فى الحياة أصبح هو عبارة عن تحقيق ما تريد أن تكون عليه، وتستطيع أن تصبح ما تريد أن تكون علية فقط بإستخدام الأشياء، ولا تستطيع أن تستخدم هذة الاشياء بطريقة مجانية الا إذا اصبحت غنياً بدرجة كافية لتشتريها. وفهم فن الثراء هو بالتالى الأكثر أهمية من جميع المعارف.
أن تصبح غنيا لا يعتبر خطأ. فالرغبة في الثراء هي حقا رغبة لحياة أكثر ثراء واكتمالا ووفرة، وهذة الرغبة تستحق الثناء. والانسان الذي لا يرغب في الحياة  بطريقة أكثر وفرة هو إنسان غير عادي، ولذلك فالإنسان الذى لا يرغب في امتلاك مال كاف كى يشتري كل ما يريده هو إنسان غير عادي .
هناك ثلاث دوافع نحيا من أجلها , فنحن نحيا للجسد، ونحيا للعقل، ونحيا للروح. ولا يوجد دافع أفضل أو اكثر قدسية من الآخر، فكلها مرغوبة بالتساوى، ولا يستطيع احد من الثلاثة – الجسد، العقل، والروح – أن يعيش بطريقة كاملة أذا تم اقتطاع الاخرين من الحياة والتعبير. فليس من الصحيح أو من السمو أن تعيش فقط للروح وتهمل العقل أو الجسد, ومن الخطأ أن تعيش للعقل و تهمل الجسد أو الروح .
جميعنا على دراية بالتوابع السلبية للحياة من أجل الجسد وإهمال كلاً من العقل والروح, ونفهم أن الحياة الحقيقية تعنى التعبير الكامل للجميع الذي يستطيع الإنسان أن يقدم بالتتابع عبر الجسد والعقل والروح .
كل ما يمكننى أن أقول هو أن لا يوجد انسان يستطيع أن يكون سعيدا أو راضيا حقا بدون أن يكون جسده يحيا بطريقة كاملة فى كل وظيفة، وبالمثل بالنسبة لعقله وروحه.  وحيث يكون هناك امكانيات لا نعبر عنها، أو وظيفة لا نقوم بتأديتها, فأنه يكون هناك بداخلنا رغبة مكبوتة. فالرغبة هى قدرة تبحث عن التعبير، أو وظيفة تبحث عن تنفيذ.
لا يستطيع الانسان أن يحيا جيداً بدون طعام جيد، ملابس مريحة، ومسكن دافئ، وبدون الإفراط فى العمل الجاد. كما أن الراحة والاستجمام ضروريان أيضا لحياته الجسدية .
ولا يستطيع الانسان أن يحيا جيدا بالعقل بدون كتب ووقت لدراستها، وبدون فرصة للسفر والملاحظة، أو بدون الرفقة الفكرية.
وكي تحيا جيدا بالعقل، يجب على الانسان أن يحصل على الراحة العقلية، ويجب عليه أن يحيط نفسه بكل الأدوات من الفن والجمال الذى يستطيع أن يستخدمها و يقترب منها.
وكى تحيا جيدا بالروح،  يجب على الانسان أن يحصل على الحب, والحب تعبير مجهول بالنسبة للفقر.
أكبر قدر من السعادة للأنسان تكمن في أغداق الفوائد على تلك التى يحبها، والحب يجد طرق التعبير الاكثر طبيعية وعفوية فى العطاء. والانسان الذي لا يملك شيئا ليعطيه لا يستطيع أن يملئ مكانه كرجل أو أب، أو كمواطن، أو رجل . فمن خلال استخدام الاشياء المادية يستطيع الانسان أن يجد حياة جيده لجسده، وتنمية لعقله، وإنفتاح لروحه. فواجب الإنسان أن يكون غنيا أهمية قصوى بالنسبة له.
من الصواب تماماً أن تكون لديك رغبة في أن تصبح  ثرياً، إذا كنت رجلا طبيعيا أو أمرأة طبيعية لن تستطيع الاستغناء عن ذلك. ومن الصواب تماماً أن تعطى أفضل اهتمام لديك لعلم الثراء، لأنه أكثر الدراسات سمواً وضرورة. أذا أهملت هذه الدراسة، سوف تهمل فى حق نفسك،  وحق ربك وانسانيتك، لأنه لا تستطيع تقديم  خدمة أعظم لربك ولإنسانيتك أعظم من أن تفعل الأفضل لنفسك.

إرسال تعليق

 
Top